Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

مقابلة مع د.”رحالي جليلة” -اخصائية نفسية اكلينيكية سيبرانية:

“الفومو” مرض نفسي حديث مسببه الأول الإدمان على الأنترنت

الجزائر1

الجزائر1:ما رأيكم كخبيرة نفسية في مواقع التواصل الاجتماعي؟

د.ج.رحالي:لا نستطيع الحكم على الشبكات الاجتماعية بأنها سيئة أو جيدة، فهي مجرد وسيلة نستعملها حسب احتياجاتنا. وبصفتي أخصائية نفسية عيادية متخصصة في علم النفس السيبراني باحثة منذ عشرين سنة في السلوك البشري في الفضاء السيبراني وكل ما يتعلق بالانترنت والتكنولوجيات الحديثة و الشبكات الاجتماعية للقيام، يمكنني القول أن الإنترنت هو واحد من أفضل الهدايا المقدمة للبشرية ان لم أقل أفضلها وأن الشبكات الاجتماعية ليست سلبية بالدرجة التي يتخيلها الاغلبية وهي أيضا فضاء رائع للاتصال وتبادل المعلومات في كل المجالات دون استثناء. مما يعني أن الانسان هو المسؤول الوحيد عن استعمال هته الوسيلة ، كما أن الاستفادة منها تعود الى طريقة تعامله معها و من خلالها.

الجزائر1:هل تعتقدين أن ضررها أكثر من نفعها؟

د.ج.رحالي:في رأيي، لا يمكننا أبدًا الإجابة عن هذا السؤال لأننا لن نستطيع قياس النفع والضرر كما أننا لا نستطيع تعميم التأثير السلبي والتأثير الإيجابي على الانسان وحياة الجماعات طالما أن الهدف من التواجد على الشبكات الاجتماعية يختلف من فرد لآخر. إذا استخدمها للاتصال بأصدقائه او افراد عائلته او اشخاص اخرين للسؤال عنهم ، فإن الاستعمال يعد سليما ويقع في باب التواصل مع الآخر. أما اذا استعمل الشخص شبكات التواصل الاجتماعي طوال الوقت دون انقطاع، وكان يسعى دوما لتتبع اخبار الاخرين ويحص ان لا يفوته شيء ويحاول الحصول عن معلومات عنهم بأية طريقة، فهنا نستطيع ان نعتبر ذلك سلوكا شاذا . من ثم، و كأخصائية نفسية يبدأ قلقي على الشخص عند ثبوت أن الشخص يستعمل الشبكات الاجتماعية بطريقة مرضية حيث ظهرت امراض نفسية جديدة وخطيرة على الانسان بسبب الاتصال الشبكي على الانتنرت مثل الفومو FoMo وهو نوع من القلق الحاد الذي يظهر عند احساس المتصل بالشبكات الاجتماعية أن شيئا او موقفا قد فاته على الانترنت و لم يدر به لأنه لم يقرأ عنه أو فاتته قراءته ومن ثم يظهر عليه عرض تفقد هاتفه او حاسوبه بطريقة هستيرية في كل دقيقة .

الجزائر1

الجزائر1:هل تعتبرين المواضبين على استخدامها مدمنين؟

د.ج.رحالي:من أجل إدمان الشبكات الاجتماعية، يجب ان يتوفر في المدمن سلوكيات معينة وهي المعايير المحددة في الدليل التشخيصي الإحصائي للاضطرابات العقلية DSM 5. ومن ثم لا يمكن تشخيص الادمان على الشبكات هو ادمان سلوكي، بمجرد قضاء وقت طويل في استعمالها مثلا. ويلاحظ هذا الادمان أهل المدمن أولا و ليس المدمن بنفسه. اذا نستطيع التحدث عن الادمان للشبكات الاجتماعية اذا وجدت زيادة تدريجية في الوقت الذي يقضيه الشخص على الشبكات الاجتماعية للحصول على نفس الرضا، وعدم كفاءة الجهود المبذولة لوقف أو السيطرة على استخدام الشبكات ، وأخيرا وخاصة ظهور متلازمة الفطام و اعراضها عند التوقف او التقليل من استعمالها. هته الاعراض تتمثل في ظهور القلق ، والتهيج ، والإثارة الحركية، وافكار الهوس حول ما يحدث على الشبكات عند الغياب عنها. تختفي هذه الأعراض بمجرد استئناف الاتصال. وبالتالي فإن العنصر الأساسي هو أنه على الرغم من وعي الأسرة بتواجد مشاكل اجتماعية ومهنية وعلائقية ونفسية وحتى فسيولوجية وزواجية بسبب الحرمان من النوم ، واضطراب النظام الغذائي، فإنها لا تستطيع فعل شيء حيث يجب تدخل اخصائي نفسي للمعالجة من الادمان و في حالات شاذة يجب أن يتدخل متخصصون في الادمان في علاج مركب.
نلاحظ أنه في الوقت الحالي الإدمان الأكثر شهرة هو الإدمان على ألعاب الفيديو والألعاب عبر الإنترنت، المقامرة السيبرانية المرضية على الإنترنت كما ظهرت إدمانات أخرى مثل الإدمان على الهواتف الذكية الادمان على السيلفي و والقائمة لا تزال طويلة وستطول اكثر إذا لم نفعل شيئًا من أجل التحكم والسيطرة على استخدام المنتجات الرقمية.

الجزائر1

الجزائر1:ما هي الآثار الاجتماعية على المجتمع؟

د.ج.رحالي:سؤال يستطيع الاخصائي الاجتماعي الاجابة عنه أحسن مني لكنني سأحاول الاجابة عنه قد المستطاع أولاً كشخص مستعمل للانترنت وذلك طوال عشرين عامًا تقريبًا ثم كمتخصصة.
بادئ ذي بدء، أود أن أقدم بعض الأرقام المهمة حول عدد الجزائريين المتصلين وفقًا لتقرير “Digital 2018″ الذي يشير إلى أن عدد مستخدمي الإنترنت يبلغ 21 مليونًا جزائريا ، أي ما يعادل 50٪ من السكان الجزائريين. كما يبلغ عدد مستخدمي الإنترنت عبر الهاتف المحمول 19 مليون ، بمعدل انتشار بلغ 46٪.. كما يستخدم 21 مليون جزائري موقع فيسبووك %38منهم ااناث ويقومون بذلك عبر محطة متنقلة. كما يقدر مستعملو انستغرام بالجزائر حوالي 3.4 مليون شخص منهم 38٪ من الاناث.
وفقا لهذه الأرقام فإننا نلاحظ أن الجزائريين مقبلون على الانترنت بشكل كبير ولا زالت هته الارقام في تزايد مستمر .ولهذا فإن التأثير الاجتماعي على المجتمع حتما هائلة. أول هائلة دون تحديد ان كان ذلك سلبا أو ايجابا. وكباحثة أرى الامور من زاوية منطقية حيث للأسف لاحظت أن أكثر الدراسات العلمية التي أجريت في الجامعات و المعاهد الجزائرية وأيضا بالخارج، تميل الى دراسة التأثيرات السلبية اكثر من الايجابية وتميل ميل وسائل الإعلام (بجميع انواعها) وهذا موضوع شائك اخر يستلزم الدراسة والبحث. و من ثم، فإني أرى أن الإنترنت والشبكات الاجتماعية هي أيضا أداة قوية للمساعدة والتعاون المهني والعلمي ومكان الإبداع والابتكار.ومن هنا أتجنب دوما ” شيطنة” الشبكات الاجتماعية والإنترنت. ولكن هذا لا يعني تجاهل الجهة السلبية في استعمالهما و التي تكون فيها الشبكات الاجتماعية نقمة على الانسان سواء في جياته العائلية او الزوجية كما انها تكون نقمة على الطفل و المراهق في حالة الاستعمال الخاطئ حتى انه ظهر جنوح خاص بالفضاء السيبراني وتفاقمت الامور الى حد ظهور الاجرام الالكتروني بينهم .

الجزائر1:ما هي الاثار النفسية على الفرد؟

د.ج.رحالي:التأثير النفسي يمكن أن يكون إيجابيا و يمكن أن يكون سلبيا على الفرد. فمن ناحية التأثير الايجابي، نستطيع التحدث عن مساعدة الاتصال الشبكي للأشخاص ذوي الإعاقات الحركية والمسنين والمنطويين في فك العزلة عنهم ومنحهم فرصة التواصل الايجابي ، كما أن الكثيرين ممن يعانون من صدمات نفسية كفقدان شخص ما أو مشكلة طلاق أو صدمة نفسية اثر حادث أو ظهور مرض مزمن حيث يمكن التخفيف عنهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي ودعمهم معنويا وحتى ماديا. وكوني اساعد الكثيرين على الانترنت و منذ دخول الشبكات الاجتماعية بلادنا فإنني في تواصل مع هته الفئات جميعها. كما أنه من خلال المحاضرة الدولية التي سألقيها اخر الشهر الحالي على الأطباء المختصين في علم الاورام والسرطانات فإنني سأقوم ان شاء الله بتحسيسهم بأهمية الدعم النفسي عبر الانترنت لمرضاهم و عائلاتهم وذلك بتخصيص فرع خاص للاتصال الشبكي في عياداتهم وأجنحة المستشفيات الخاصة التي يديرونها.

أما التأثير النفسي السلبي فهو موجود بالطبع أيضا وهذا يرجع بشكل عام إلى عدم التحكم في الشبكات الاجتماعية وبشكل خاص الى عدم وجود بعد ثقافة رقمية حيث لا يعرف الافراد بعد كيفية التصرف والسلوك عبر الانترنت و عبر الشبكات وهذا مما قد يعرض الكثيرين الى مخاطر عديدة منها المضايقات الإلكترونية و التنمر الرقمي، والاحتيال الإلكتروني ، والابتزاز الإلكتروني، اكثر الفئات المتضررة هي الأطفال ، والنساء وكبار السن.

الجزائر1:كلمة أخيرة

د.ج.رحالي: اليوم نحن في أمس الحاجة الى تلقين ثقافة رقمية أمنة لجميع الفئات السكانية من الاطفال الى كبار السن وذلك حتى نستطيع جميعنا الاستفادة من الفرص الهائلة التي يوفرها لنا الانترنت والشبكات الاجتماعية. ونحن في حاجة ايضا و بالخصوص لتفادي المخاطر النفسية ونشر التوعية لكيفية الاستخدام الصحيح للشبكات دون الانجرار وراء المخاطر والسقوط في الانزلاقات الايديولوجية وتفادي المخاطر التي تمس الاطفال وتمكينهم من التطور الفكري والعقلي السليم، والتأطيرالرقمي للشباب وفتح المجال العلمي والمعرفي لهم وتشجيعهم على التعاون والاهتمام والحرص على أمنهم السيبراني وأمن الاخرين بعدم تعريضهم للمخاطر بنشر معلومات وصور خاصة لهم دون موافقتهم. ان الشبكات الاجتماعية فضاء رائع لكن له قوانينه وأسلوب التعامل من خلاله.

حاورها:عمّـــــار قـــردود

الجزائر1
Partager cet article
Repost0
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :